الخميس، 23 سبتمبر 2010

فاطمة و شيخة


في أيام الشتاء .. على صوت المطر .. وعلى همسات الهواء الذي يلامس شعري .. ورائحة عطري الوردي .. وارتداء ملابس الشتاء .. و على طعم الشاي الدافئ .. في طريقي إلى صديقتي .. التي لن أراها من بعد سنين .. و كلما أقتربت من المنطقة .. فتتزايد نبضات قلبي .. و يداي متشابكة من التوتر .. و خيالي الفضولي الذي يريد أن يرسم شكلها الحالي في ذهني .. فجأة لن أتصور بأنني وصلت المنطقة .. فخرجت من القطار .. و ظليت أتجول في محطة القطار .. و أشتريت علبة شوكلاته .. ووصلت إلى الدنيا .. و الهاتف في يدي و حينها كنت أرسل رسائل لأختي أوصف لها شعوري .. ووصلت المنزل .. جاري الاتصال .. فنزعته و وبلهفه .. وقلت لها بصوت متوتر إنني بالاسفل .. قالت لي انتظريني دقيقة واحده .. ففتحت لي الباب .. وكانت الابتسامه تنرسم على الوجوه .. فقبلتني و أخذتني بحضنها .. و أنا في قمه الخجل .. و أعطيتها علبه الشوكلاته .. و دخلت و ظلينا نتحدث عن آخر أخبارنا .. وبعدها ذهبنا نلعب .. والتقطنا بعض الصور .. و استرجعنا أيامنا الجميلة و زمننا الاجمل ..
---------------------------------------------
و أخذني الوقت دون أن أشعر .. فـ أتصلت لي أختي .. وكانت تحدثني بأن الوقت متأخر .. ويجب أن أعود المنزل .. فأتت إلي .. و أخذتني من المنزل .. وعدنا للقطار مرة أخرى .. طوال دربنا إلى المنزل .. كنت أوصف لها شعوري بسعاده بجنون بحب و بلهفه بإبتسمه .. كنت أشرح لها التفاصيل .. و الكاميرا التي تحمل صوري معها .. ووصلت منطقتي .. ولازلت أحمل فرحتي معي .. و أرسلت لها رسالة و شكرتها على حسن الاستقبال وهي أيضاً .. حينها شعرت بأن الحياة انرسمت لي من جديد .. شعوري كأنه شعور طفلة .. ذهبت لآختي الأخرى و ظليت أتحدث عن يومي الجميل .. و عندما رأيت أمي أيضاً ظليت أحدثها عن آخر أخبارنا .. و مرت أيام مرحلة الاعدادي .. وكنا فقط نتواصل عن طريق الرسائل و الايميلات .. وختمنا السنه بتخرج جميل .. بعدها المرحله الثانوية .. وهي كانت طوال أيام الصيف .. تترجى أن أكون معها في مدرسه واحده .. و أنا كنت أرفض .. لأن المدرسه للم تعجبني .. حتى في أيام المرحلة الاعدادية .. فكنت أنا في مدرسه والدتي وهي في مدرسه أخرى .. و أخبرت أمي أريد الذهاب إلى مدرسه صديقتي .. ولككني لم أخبرها حتى تصبح مفاجأة .. وكنت أقول لها دائما كلا و أريد .. وكنا في اجازة الصيف في رمضان 2009 .. كنت دائماً اسألها أين وصلتي في القرآن في أي سورة ! و كنت أكلمها و أنا كنت اتلذذ بطعم الكراميل .. وكنا نتسحر بنفس الوقت حتى في آخر لحظة نشرب الماء .. أسمع صوت الماء وهي تشرب وهي أيضاً .. كنا نسمع صوت العطش بالهاتف .. حتى أن يأذن أذان الفجر .. و نصلي و نسترجع مكلمتنا حتى ننام .. ويصبح صباح آخر ..
----------------------------------------------
ومضت أيامن الشتوية .. و أيام الصيف .. وجلسه شهر رمضان .. وجءنا العيد .. و أحتفنا .. ومرت الايام بـ لحظة بغمضة عين .. وبدأ موسم المدرسه يأتي قريب .. فكنا نتفق ان نشتري القرطاسية و الأقلام .. وجاء أول يوم مدرسة .. ودخلت الصف وأنا بقمة التوتر و الاحراج .. ولن تتوقع مجيئي .. فشعرت بشعور جميل و استقبلتني بحرارة .. ومرت الشهور بالفصل الاول ورأيت الاهتمام في أول الايام فقط ومن بعدها .. رأيت العصبية .. ورأيت شعورها وتعبيرها المدفون فقط في قلبها .. وتعرفت على صديقات جدد .. و أطلقت على مجموعة من البنات مجموعة السعاده و الابتسامه .. رغم كل هذا أقسم بأنني تحملت كل هذا لأنني بالفعل أحبها بجنون وهي لاتقارن مع جميع صداقاتي .. فإكتشفنا المدرسه .. ورأينا حديقة بسيطة .. فأطلقنا عليها حديقة ألمانيا .. كنا نأكل تحت الاشجار .. وجاء يوم العيد الوطني .. ولبسنا الملابس الحمراء و البيضاء وحملنا علم وطننا على مريول المدرسة .. والتقطنا أجمل الصور .. صور رسمية و صور صداقتنا و صور مضحكة .. ورسمت على شفاتها الروج الاحمر الذي دائم تراه على شفاتي .. و مضت الأيام بأيام سوداء و أيا ملونة .. و بعده جاءنا الفصل الثاني .. حينها كانت مفاصلي تؤلمني وكنت اتجاهل ذهابي للمستشفى لأنني كنت أظن بأن الأمر سهل .. وكنت حينها لا أستطيع التجول معها أثناء الحصص و في الاستراحة .. وهي دائماً تحب التجول .. في أول الأيام كانت تقدر ظروفي ولكن بعدها كانت تتحسس جداً و كانت تظن بأنني لا أريد التجول معها .. وأنا مفاصلي تؤلمني فكنت لا أستطيع طوال الوقت أن أتجول .. وصديقتي الجديدة .. كانت تقدر ظروفي و تهتم بي .. وتجلس معي في وقت الاستراحة .. تحت الظل .. أما صديقتي فهي دائماً تحب أن تتجول تحت أضواء الشمس ..
--------------------------------------------
فبدأت المشاكل و الغيرة .. لأنني كنت أذهب مع صديقتي الجديدة .. و مرت الايام على هذا الحال .. فاليوم التالي ذهبت إلى المستشفى مع أختي .. فتم سحب الدم .. وبعد ساعة تم تحليل الدم .. و النتيجة التهاب في المفاصل .. وبدأنا بإهمال بعضنا البعض .. و انتهت المدرسه .. ظلينا نسأل عن بعض ولكن ليس كما كنا كالسابق .. وعاد لنا موسم الصيف .. وانقطعنا سافرت و عدت ولن تسأل عني .. وكأنني أنا النتسببه في ذلك .. بأنني اهملتها بسبب صديقتي الجديدة وكأنني حينها تظن بأنني لن أهتم والسبب لأنني كنت لا أستطيع التجول معها .. فكنت أبكي و كنت لا أعلم ماذا أفعل .. و أيضاً جاء شهر رمضان .. لا صوت ولا رساله ولا خبر .. فكنت اتألم .. ولكنني أجلت الموضوع لانني كنت أريد مقابلتها في بداية السنة .. وتحملت حرقه قلبي .. كالجمر .. وكنت أحسب الأيام لتأتي السنة الجديدة .. وبعد مرور كذا اسبوع .. جاء موسم المدرسة مرة أخرى .. عندما رأيت صديقاتي فالجميع قبلني و أخذني بحضنه .. فجأة إلا أراها تتمشى في الساحة رأتني .. وكأنني غير موجوده .. فوضعت لها رسالة في علبة نظارتها الطبية و قرأتها ولن ترد علي .. فزادت الحساسية بجسمي .. كان جسمي يأكلني كأن مثل لحظة النار تأكل جسم الانسان دون أن تشعر .. وذهبت إلى قسم العلمي لأسلم على مجموعتي مجموعة السعادة و الابتسامة .. و إلا أراها معهم .. فإبتسموا لي ابتسامة صفراء وكأنني جديدة وغريبة عليهم .. ومن داخلي بكاء و قلبي المحترق .. فكانت عيني كعدسة الكاميرا عندما كنت معهم في نفس هذه الجلسة .. والآن كأنني أسترجع الشريط ولكن من دون وجودي .. ودخلت وكأنني طبيعية وكأنني لن أهتم بشأنهم ..
---------------------------------------------
فتحت نافذه الصف و تذكرت .. صوت المطر و الهواء الذي يلامس شعري .. وجاءتني رائحة عطري الوردي .. و ملابسي الشتوية .. و الشاي الدافئ .. وفرحتي وتوتري وأنا في طؤيقي لها عندما كنت بالقطار .. وطعم الشوكلاته .. و الكاميرا التي تحمل صور .. حملت صور حلم وليس واقع .. ورسمة الابتسامة التي كنت اعيشها .. فتحت نافذه الصف وإلا أرى حديقة ألمانيا .. وتذكرت عندما نضحك ونلعب تحت الشجر .. أتذكر ضحكنا بصوت عالي .. ودموعنا فتخيلنا مستقبلنا ..فكنا ننتظر أن نرى بعض ونكبر حتى تجهزني لحفلة زفافي و أنا أيضاً .. و كنا نفكر عندما ننجب أطفال سنجعلهم أصدقاء مثل صداقتنا .. وسأجعل زوجي صديق زوجها .. فكانت دائماً تحدثني هكذا .. حتى أن نكبر ونرى بعضنا كل واحده منا عجوز ومن بعدها التضحية من أجل بعض ..
--------------------------------------------
ملاحظة : أهدي هذه القصة لصديقتي شيخة ..

هناك تعليقان (2):

  1. اختي حبيبتي و قرة عيني

    اسلوبكِ اعجبني و ابكاني و ابهرني و ادهشني لقد اصبحتِ مثلي تماما و تشبهيني في كل شي " فديتج "

    ان شاء الله ستعود لكِ شيخة صديقتكِ

    و ستعود معها ايامكن الجميلة التي كنتن فيها صديقات و اخوات و اكثر

    بالله عليكِ من سيحبها اكثر منكِ و من سيدللها مثلكِ

    ومن سيتصل لها و يهتم بها كثركِ

    صدقيني لا يوجد قلب يحبها و يحرص عليها مثل قلبكِ

    اعلم الآن انها الآن في تخصص آخر و اعلم ايضاً انها مازالت تحبكِ إلا اني اجهل مجيئها لكِ

    حبيبتي

    انتِ معها مثال للصداقة الجميلة البريئة العفوية

    و ربي يخليكم لبعض دايماً

    و همسة مني لج يا شيخة:

    ارجوج خلج مع بلو اختي اللي تحبج و اللي انا واثقة بعد انج تحبينها لا تخلين اي شي يفرق بينكم
    و كل انسان في الدنيا له اخطاء محد كامل الا رب العالمين و اذا الله بعظمته و جلاله يغفر لكل البشر انتي ما بتسامحين بلو و تصيرون مع بعض مثل قبل

    فكري حبيبتي بكلامي و تذكري ان قلبها مفتوح لج اي وقت و ينتظرج و انا مثل اختج و احنا ليلحين نحبج

    ردحذف
  2. كم أبكاني تعليقك الذي بالفعل .. عبر عن مشاعري
    كلام في الصميم يا أختي يا حبيبة قلبي .. وقلبي يعجز عن الرد و الكلام ..

    صديقيني يا أختي .. كم أنا " مصدومة " وربي يسامحها على كل مافعلته لي .. رغم إنني لم أفعل شئ .. غير إنني أهديتها حبي و طيبتي الضائعة في هذا الزمن ..

    ردحذف